غدير خم بمعيار حضاري "مقاربة معاصرة لتعيين الإمام"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المعهد العالی للعلوم والثقافة الاسلامیة

المستخلص

كانت حادثة الغدير – التي ترتبط بشكل حيويّ بالحياة الاجتماعية للمسلمين – منذ وقوعها مصدراً للحديث و النّقاش بين الفِرق الإسلامية المختلفة٬ رغم القلّة القليلة التي أنكرت أصل الحادثة، لكنّ مُعظم الباحثين سلكوا سُبلاً كثيرة و طرقاً عديدة لمعرفة تلك الحادثة و تحليل مضامينها.

فأمّا ما يراه الشيعة من خلال إيمانهم بالدين فله أهميّته في البسط و البيان٬ حيث تجاوزوا في الخوض في تفاصيل حادثة الغدير كلّ الحدود السياسية٬ و رأوا فيها استمراراً للمسار النبويّ؛ فقد كانت الرسالة الحقيقية التي أرادت حادثة الغدير نقلها إلى المسلمين٬ و كيفية الجمع بين تلك الرسالة و العقل المُفكّر و الإرادة الإنسانية، كانت الهمّ الأكبر بالنسبة إلى جميع الباحثين.

ويحاول الكاتب في هذه المقالة الإجابة عن السؤال التالي: ”كيف يمكن التوفيق بين ما أقدم عليه الرسول الأعظم (صَلّى الله عليه و آله و سلّم) في يوم الغدير – وفق اعتقادات الشيعة – و بين الحقوق الاجتماعية و السياسية للمسلمين؟“ و ذلك بأسلوب فلسفيّ و تأريخيّ و بمنظار حضاريّ. و رغم تناول حادثة الغدير بمناظير متعدّدة٬ و تأليف الكثير من المؤلّفات و الكُتب بشأنها، إلّا أنّ أحداً لم يبحث في تلك الحادثة من الناحية الحضارية. فما توصّل إليه صاحب المقالة هو أنّ ما قام به النبيّ الكريم (صَلّى الله عليه و آله و سلّم) من خلال إعلانه خليفته للمسلمين٬ يُعدّ من الوجهة الحضارية تلبية لحاجة المجتمع المسلم٬ و استمراراً للإنجازات النبويّة، أي، تحرير الإنسان من كلّ القيود و السلاسل و توسيع دائرة إرادته و حريّته.

الكلمات الرئيسية